الفئات

الجنس بلا متعة: ليه ما عدنا نحسّ بشي زي زمان؟

 

فيه موضوع ما بنتكلم فيه حتى بيننا، مع إنه عايش جوانا كل يوم.
خصوصاً في شغلنا، لما الجسد يصير أداة، والرغبة تذوب قدام الواجب،
واللذة؟ تصير رفاهية مش دايمًا متاحة.

الموضوع بسيط... ومؤلم:
ليه الجنس، اللي لناس تانية يعني شغف وشرارة، بالنسبة لنا يكون مجرد حركة جسدية؟
بلا نار، بلا نشوة، بلا إحساس حتى؟

مش موضوع برود.
ولا لأننا "مش أنثويات كفاية".
ولا لأننا "ما بنحب الرجال".

الموضوع أعمق:
لما الجنس يصير شغل، الإحساس يتغير.
حساسيتنا تتغير. الحدود تتحرك. وطريقة قربنا من أي حد... تصير مختلفة تمامًا.

لو مرّ عليك يوم وسألتي نفسك:
"ليه مش حاسة بأي شي، رغم إن المفروض أكون مستمتعة؟"
كملي قراءة.
إنتِ مش وحدِك.
وإنتِ تمام... ما فيك شي غلط.


إنتِ مش حاسة... لأنك اتعلمتِ ما تحسي

أول حقيقة، وأقساها:
إحنا تعودنا نطفي مشاعرنا.
مش قرار، مش دراما... بس عادة اتكونت شوي شوي.

كل مرة حسّيتي إن الإحساس يعني ضعف، كل مرة عينيك تلمع واللي قدامك يستغل ده — تعلمتي تنفصلي.
تبقي موجودة، بس عقلك في مكان تاني.
جسمك هنا، قلبك قافل الباب.

وصار الإحساس عبء.
فأنتِ قللتيه، قطعتيه، خليتيه برّا.

صرتِ تتحركي صح، تظهري حلوة، تعرفي كيف تمثّلي…
بس جواك؟
اللمبة طافية.


الجنس بطل شي شخصي… صار شغل

المشكلة مش فيك. المشكلة في الطريقة.

لما تصيري تمارسي الجنس كجزء من شغلك،
كأنك شيف يطبخ أكل ما يذوقه.

كل شي مضبوط: الوضعية، الصوت، اللمسة، الإيقاع...
بس مو عشانك.
عشان الطلب، عشان العميل، عشان الجدول، عشان "لازم".

الموضوع ما فيه رغبة، ولا إثارة، ولا حب.
الموضوع دور، تمثيل، شطارة.

لكن اللذة؟
تحتاج عفوية.
تحتاج صدق.
تحتاج تكوني أنتِ، مش الدور اللي بتمثليه.

وإنتِ؟
صار لك زمان مو "أنتِ" في العلاقة.
إنتِ بس أداء.


المتعة تحتاج أمان. وإنتِ ما عندك وقت لها

في سر محدش يحكي عنه:
علشان توصلي لنشوة، متعة، رعشة... لازم ترتاحي.
ترتاحي = تثقي.
تثقي = تحسي بالأمان.

سؤال صريح:
متى آخر مرة حسيتي بأمان حقيقي في السرير؟
مش تحكم، مش سيطرة... أمان فعلي؟

لو طول الوقت حذرة، ما في متعة.
جسمك ذكي: لو في خطر، اللذة مستحيلة.
حتى لو الشخص محترم، ويدفع، وطيب...
جهازك العصبي لسه على وضع "تأهب".
لأنك في شغل، مش في حضن.


إنتِ نسيتِ تكوني في جسدك

كثير من المرات الجنس بيصير،
بس إنتِ ما فيه.

جسمك يتحرك،
بس إنتِ في مكان تاني.

تشوفي نفسك من فوق،
كأنك مخرجة بتراقب العرض:

  • شكلي تمام؟

  • أتنفس صح؟

  • باين عليّ الحماس؟ البرود؟

  • الوقت مضبوط؟

إنتِ في رأسك، مش في جسمك.
في مراقبة، مو إحساس.
في "كيف أبان"، مش "شو بحس".

وهنا تبدأ المسافة.
بينك وبين نفسك.


المفارقة: كل ما زاد الجنس... قلّت الرغبة

بتظني إنه كل ما كنتي نشيطة أكثر جنسيًا، تزيد رغبتك؟
الواقع العكس تمامًا.

لما يتكرر الجنس من غير رغبة،
الجسم يبدأ يربط بينه وبين "الشغل"، مش "المتعة".

الجسم يتعلم:
الجنس = واجب.
الجنس = ضغط.
الجنس = خدمة.

ويصير يطفي الرغبة، يحميك.
حتى لو إنتِ حلوة، شابة، والشخص مناسب.

بس الجسم يهمس:
"الجنس؟ مش لي. للجمهور."


ممكن يرجع الإحساس؟ ولا خلاص خلل مهني؟

ممكن، طبعًا.
بس لازم قرار منك.
مش قرار تجاه أي رجل... تجاه نفسك.

مش كل وحدة تقدر تعملها، بس لو قلتي:
"أنا نسيت شعور أني أبغى" —
فيمكن حان وقت التوقف.

ابدئي من هنا:


1. شيّلي الجنس من الجدول

لو تقدري، خذي أسبوع بدون أي لمسة.
ولا تمثيل.
ولا "قابلي عميل وخلاص".
ديتوكس جسدي ورقمي.

خلي الجسم يرتاح... ويصير ملكك من جديد، مو ملك الشغل.


2. درّبي نفسك تحسي خارج السرير

الإحساس ما راح بس من السرير.
راح كمان من يومك.

ابدئي تلاحظي:
ريحة العطر، ملمس القماش، طعم الشاي، دفء الشمس، صوت الموسيقى...

كل إحساس صغير بيرجعك لجسمك.
وكل ما عشتي بجسمك،
ترجع قدرتك على المتعة.


3. قاعدة ذهبية: ما تبغيه؟ ما تسويه

واضحة، بس ثورية.
إحنا اتعودنا نرضى. نسكت. نساير.

جربي تقولي "لا"، حتى لو لنفسك.

  • لا للمجاملة.

  • لا للـ "يلا بسرعة".

  • لا للـ "ما أقدر أقول لأ".

إذا الرغبة مش موجودة،
الجنس كمان مش لازم يكون.

هذه القاعدة ترجّع لك جسمك...
وترجّع لك لذّتك.


4. لو عندك شريك — قولي له الحقيقة

لو عندك شخص تحبينه، برا الشغل،
لا تمثّلي عليه.

هو أكيد حاسس إنك بعيدة.
فكوني صريحة بلطف.

قولي له:
"أنا ضايعة شوي. جسمي موجود، بس مشاعري مش واصلة. أبغى أرجع أحس. بدون ضغط، بدون توقعات."

لو ناضج — حيفهم.
لو ما فهم — هذا موضوع تاني.


إنتِ مش مكسورة. إنتِ بس تعبتِ.

إنتِ مش "باردة".
مش "ناقصة أنوثة".
مش "ما تحبين الرجال".

إنتِ إنسانة تعلمت تحمي نفسها.
تسوي الجنس بدون قلب.
تكون قشرة جميلة، بدون نواة...
لأنك اضطرّيتي.

ولو يوم حبيتي ترجعي تحسي،
مش بس تعطي — تعيشي...

تقدري.

ببطء،
من غير إجبار،
من أول خطوة صغيرة…

نحو نفسك.
نحو جسمك.
نحو اللي فيك لسه حي.

إنتِ تستحقي المتعة.
حتى لو الشغل خلاكِ تنسي إنها لك.