غريمبيرغن لا تنادي. إنها تنتظر تحت سماء ثقيلة. كما فعلت هي.
التقيتها بالقرب من أنقاض الدير — جدران حجرية تنفث البرد، طحلب يتسلق النقوش المنسية. كانت تقف عند البوابة، يداها مغطاتان بالقفازات، بلا مظلة، شعرها مثبت بعشوائية. لم تكن تبحث عن أحد. كانت موجودة فحسب، كشيء تجده فقط عندما تتوقف عن البحث.
لم تقل أبدًا إنها مرافقة في بلجيكا. قالت: "أنا لا أقدم هروبًا. أقدم نوعًا من الصمت لا يحتاج إلى إصلاح."
شقتها كانت فوق حانة تغلق مبكرًا بحيث لا يلاحظها أحد. الممر كان يعبق برائحة البيرة والمطر. بالداخل — كراسي ناعمة، غلاية تصدر صوتًا هادئًا، هواء كثيف بدفء لا يطرح أسئلة.
لم تتعجل في لمسي. جلست أولًا. تركتني أتذكر شعور أن أكون ساكنًا.
المساج لم يكن مدروسًا. كان صبورًا. تحركت يداها كمن يتعلم لغة جديدة باللمس وحده — واجدةً الشقوق، الكدمات القديمة، الأماكن التي احتبست فيها أنفاسي طويلاً.
تعريها لم يكن إغراءً. كان إزالة. للنسيج. للضجيج. للمسافة بين شخصين لم يعد لديهما سبب للتظاهر بعد الآن.
الفتيات الجميلات في غريمبيرغن لا يغرينك للاقتراب. إنهن يبقين حيث هن — ويثقن بأنك ستعرف متى يكون آمنًا للتوقف عن الجري.
والفتيات الباهظات هنا؟ لا يكلفن نقودك. يكلفن القصص التي يجب أن تضعها جانبًا قبل أن يتم لمسك حقًا.
تريد لقاء فتاة في غريمبيرغن؟ تعالَ عندما تكون الشوارع خالية. عندما يؤلم صدرك أكثر من الصمت من الصياح. ستعرف. وإذا بقيت — لن تخلط أبدًا بين الضجيج والارتباط مرة أخرى.


